السلام عليكم
قال تعالى
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
ما معنى قوله (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)؟؟؟؟
هل معناه ذكره لكم أعظم من ذكركم إيّاه ؟ وهو قول ابن عبّاس رضي الله عنه إذ قال
(فِي قَوْله تَعَالَى " وَلَذِكْر اللَّه أَكْبَر " يَقُول وَلَذِكْر اللَّه لِعِبَادِهِ أَكْبَر إِذَا ذَكَرُوهُ مِنْ ذِكْرهمْ إِيَّاهُ )
غير أننا لاحظنا موضوع الآية وهو كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر---والنهي عن المنكر في الصلاة يكون بذكر الله---وهذا يعني أنّ ذكره بخشوع أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من مجرد الحركات---ولكون الجملة "وَلَذِكْر اللَّه أَكْبَر" جاءت مطلقة في الصلاة وغيرها--فإننا نفهم معناها على أنّ ذكر الله بخشوع أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر في الصلاة وخارجها
وبذلك قال كبيرنا ابن عطيّة في تفسيره المحرر الوجيز
(وعندي أن المعنى { ولذكر الله أكبر } على الإطلاق أي هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر.
فالجزء الذي منه في الصلاة يفعل ذلك وكذلك يفعل في غير الصلاة لأن الانتهاء لا يكون إلا من ذاكر مراقب، وثواب ذلك الذكر أن يذكره الله تعالى كما في الحديث " ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه " ، والحركات التي في الصلاة لا تأثير لها في نهي، والذكر النافع هو مع العلم وإقبال القلب وتفرغه إلا من الله تعالى، وأما ما لا يتجاوز اللسان ففي رتبة أخرى، وذكر الله تعالى العبد هو إفاضة الهدى ونور العلم عليه، وذلك ثمرة لذكر العبد ربه، قال الله عز وجل
{ فاذكروني أذكركم }
وهو كلام متين ---